حس إنساني رفيع: طلبة شعبة ''مساعد إجتماعي'' ISPITS Agadir يقدمون نموذجا عن العمل الإجتماعي الحقيقي بدار الراحة أكادير

         يعتبر العمل الاجتماعي محورا رئيسيا لحفظ اللحمة الإنسانية لدى الشعوب ،ما يعد ركيزة من ركائز الصحة الثلاث حسب مفهومها العام ،إذ لا يكفي ان نقول إن انخفاض نسب الأمراض الفيزيولوجية في مجتمع ما، دليل على  مستوى صحي جيد ، ونغض الطرف عن الجانبين النفسي و الاجتماعي ؛ فمنظمة الصحة العالمية تعرف الصحة بكونها " حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز" ٠

        من هذا المنطلق،و تفعيلا لمبادئ العمل الاجتماعي،تم يومه الخميس 31 مارس 2016،تنظيم زيارة إنسانية لنزيلات ونزلاء دار الراحة بأڭادير للمسنين في وضعية صعبة. من طرف طلبة شعبة مساعد اجتماعي بالمعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة .  ISPITS Agadir تحت شعار: « حنا ولادكم و غايتنا إسعادكم » ، وذلك تحت إشراف ذة نعيمة المودن ; مساعدة اجتماعية وأستاذة دائمة بذات المعهد, كما حضيت هذه المبادرة بدعم من الأساتذة و الأطر الإدارية .

        تمثل الهدف من هذه الزيارة، التي تدخل في إطار الانشطة الموازية للتكوين، في غرس وترسيخ قيم التضامن والتآزر، وإذكاء روح التكافل الاجتماعي والتفاعل الإيجابي مع كافة شرائح المجتمع ، مع العمل على فتح نوافذ للفرح والأمل أمام شريحة من المجتمع تعاني الهشاشة والإقصاء الاجتماعي وكذا تنزيل المكتسبات النظرية للتكوين على أرض الواقع.

          وقد كان في استقبال الطلبة السيد مدير دار المسنين الذي نوه بالمبادرة، ليقترح عليهم تشارك وجبة الفطور مع نزيلاتها ونزلائها. قبل أن يشرعوا في مناقشة كيفية تفعيل البرنامج الصباحي لهذه الزيارة ؛وبعد تعيين مجموعات العمل ،وتقسيم الأدوار فيما بينها، شهدت الفترة الصباحية ثلة من الأنشطة المتعلقة بالنظافة الشخصية للنزيلات من جهة ، والمساهمة في تنظيف مرافق المؤسسة من جهة أخرى،والتي تشمل غرفا للمبيت، مسجدا، حمامات ومراحيض وكذا فناء وحديقة الدار ؛ حيث أبان طلبة شعبة مساعد اجتماعي عن حس  إنساني رفيع ،ومستوى عال من المسؤولية ، شمل هذا النشاط كذلك حصة نقش وحناء لبعض نزيلات المؤسسة ؛ لتسنح الفرصة بعد ذلك للطلبة بفتح جسور للتواصل لتبادل  الأحاديث الودية مع المسنات والمسنين، قصد التقرب إليهم والاستماع إلى همومهم، وإشعارهم بالاهتمام والرعاية والدفء، حيث أظهر هؤلاء الكثير من الود والمحبة تجاه الطلبة الذين وقفوا على قصص إنسانية حزينة، كانت سببا في وصول النزلاء إلى دار المسنين.

شمل برنامج الزيارة كذلك تنظيم وجبة الغذاء لفائدة نزلاء المؤسسة، ليتقاسم معهم الجميع تلك الوجبة  في جو إنساني تسوده المودة والرحمة، وكل مشاعر المحبة والإخاء٠  

       وقد شهد  الحفل الانساني حضور، كل من منسقي و أساتذة شعبة ''مساعد اجتماعي'':ذٍ.زكرياء الشراط ؛ ذ٠اسماعيل الشادلي٠ذة.عائشة الحنفي،ذ.يوسف بوشريطي،وذ.إبراهيم ألحيان، بالإضافة إلى ثلة  من الأطر الإدارية للمعهد العالي للمهن التمريضية و تقنيات الصحة بأكادير، من بينهم مديرة المعهد ذة٠أسماء فادي ،مدير الدراسات ذ٠الحسن بوكريم ،والكاتب العام لنفس المعهد،ذ٠سعيد البوعزاوي ،وأطر أخرى  .

        أختتمت هذه الزيارة بحفلة شاي على شرف الحاظرين إجتمع فيها كل من في المؤسسة ،لتنتهي بجلسة عائلية تم فيها تبادل اطراف الحديث مع النزلاء ,

     بعد الكلمة الترحيبية وكلمات الشكر التي تقدمت بها الطالبة أسماء أبويزيد، باسم طلبة شعبة مساعد إجتماعي،وبٱسم كل الأطر التربوية والإدارية للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بأكادير، تقدم بعد ذلك السيد مدير المؤسسة ورئيستها، بكلمة توجهوا فيها إلى السادة الضيوف بالترحاب والشكر، وإلى الطلبة بالتشجيع على مزيد من العطاء في العمل الإجتماعي،وأثنوا في الأخير على هذه المبادرة الإنسانية التي أثلجت صدورهم ،منوهين بأن هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها ،بٱعتبارها نموذجا للعمل الاجتماعي الحقيقي كما أكدوا على أن لهذه المبادرات دور هام في إيصال الرسائل الإنسانية و زرع قيم التضامن و التكافل في المجتمع ٠هذا وقد تقدم في الأخير طلبة الشعبة ، بهدية رمزية إلى رئيسة المؤسسة ،لتختتم الزيارة بصورة تذكارية تؤرخ لهذا اليوم التاريخي ٠

       ليتمكن الطلبة خلال هذه المبادرة من رسم الابتسامة على شفاه المسنات والمسنين، مع إدخال البهجة والسرور على قلوبهم التي تعاني من الإقصاء الاجتماعي والحرمان العاطفي بعيدا عن دفء الأسرة ورعايتها.

      في الاخير’ عبر الطلبة عن ارتياحهم لهذه الزيارة، ووعدوا إدارة دار المسنين ونزلائها بإعادتها في مناسبات لاحقة، وذلك اعتبارا لما لمسوه من أثر إيجابي لها في نفوس المسنات والمسنين.لتحقق هذه الزيارة مجموعة من الأهداف التربوية والاجتماعية المتوخاة منها، ورسخت في نفوسهم قيمة إنسانية مهمة ألا وهي قيمة الأسرة ودورها في تماسك المجتمع وتلاحم مكوناته، مع الوقوف على أهمية دور الرعاية الاجتماعية في حفظ كرامة المسنين وتلبية حاجياتهم الخاصة من جانب ،وعلى الدور الأسمى للمساعد الاجتماعي في هذا الشأن  من جانب آخر٠